كاظم الساهر لا زلت نجما مطلوبا في المهرجانات وأغنية القصيدة لم تمت وينفي مشاركته باوبريت حديث الملائكة
فاجأ الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر الجميع حين قال في ندوة صحفية
سبقت حفله بمسرح الهواء الطلق في وهران، أول أمس، أنه لم يسمع أبدا بمشروع
أدائه للأغنية المسماة "حديث الملائكة" الذي تكلّمت عنه وسائل الإعلام في
المدة الأخيرة، وقالت أنه يروي مأساة وفاة توأمين في تبسة، قتلهما البرد
بعدما هربا من تعنيف والدهما.
وظهر كاظم الساهر مستغربا وهو يسمع تفاصيل المشروع كما أوردته بعض وسائل
الإعلام، وكذا حديثها عن اتصاله بعدد من الفنانين في المغرب والجزائر
لمشاركته الأوبرات، قائلا: "لا أعرف عمّا تتحدثون؟" مضيفا في هذا الصدد، أن
تواجده في الجزائر يأتي بدعوة "كريمة" من الديوان البلدي للثقافة والفنون
في وهران، حيث أتاح له هذا الأخير الفرصة للغناء مجددا أمام الجمهور
الوهراني الذي وصفه بالمتذوق الجيد للفن الأصيل وصاحب الأذان النظيفة.
كاظم الذي كرّم الجزائر في عيد استقلالها، ووجّه تحية خاصة للفنانة
الراحلة وردة، حين غنى على الركح نشيدها الخالد "عيد الكرامة" وأعاد بعض
مقاطعه الأولى أكثر من مرة وهو يلفّ نفسه بالعلم الوطني بناء على طلب
الجمهور، أجاب على بعض الأسئلة التي وجهها له الصحفيون قبل صعوده للمسرح
بنصف ساعة، وردّ على سؤال "للشروق" حول تراجع شعبية الأغنية المعتمدة على
القصائد قائلا: "لا أعتقد بأن زمن القصيدة قد ولّى، فلا زلت نجما مطلوبا في
المهرجانات العربية إلى درجة أنني قد أؤدي حفلين متتابعين في بلد واحد
أحيانا، ويكون الجمهور فيهما قياسيا، بل يستمر في طلب أغاني القصائد وقتا
أطولا" وهنا يستطرد قيصر الأغنية العربية: "ومع ذلك، فإنني غير منزعج البتة
من انتشار مدارس أخرى للغناء، وهذا التناقض الموجود في الأذواق يعدّ في
بعض الأحيان ظاهرة صحية، لا بل إنه حتى في البيت، لدي ابنان، كل منهما يسمع
نمطا مختلفا من الموسيقى"..
صاحب أغنية "زيديني عشقا" فضّل أن
يتخذ الوسطية في الحديث عن السياسة والتوترات التي تلبد سماء المنطقة
العربية حين قال: "باعتباري فنان ينشر الفرح بين الناس، رسالتي هي السلام،
وقد نشدتها في بلادي العراق منذ زمن طويل، واليوم أتمنى أن يعمّ السلام في
كل العالم وليس فقط في البلاد العربية"، مضيفا: "ولهذا غنينا قبل فترة رفقة
عدد من الأصوات العربية، أنشودة بكرا التي خاطبت الإنسان العربي وطالبته
بالنظر للمستقبل بدلا من الغرق في آلام الماضي أو الحاضر، وجسدنا ذلك في
الأطفال الصغار الذين شاركونا تصوير هذه الأغنية وبثتها عدد من الفضائيات
في الأسابيع الماضية"، علما أن الفنانة سعاد ماسي من الجزائر وضعت صوتها
على مقطع من تلك الأغنية التي تم تصويرها في دبي. كاظم لم يفصح عن موقفه
المباشر مما يسمى بالربيع العربي أو الثورات المطيحة بالاستبداد، لكنه قال:
"مما لا شك فيه أن الوضع بات مختلفا عن السابق". وهنا ظهر أن بطل مسلسل
المسافر الذي قدمه كاظم في بداية التسعينيات، وعرضه التلفزيون الجزائري
فكان اللقاء الأول والحقيقي مع جمهوره، لا يريد الخوض كثيرا في السياسة،
ربما لأن المنطقة التي تعرف توترات متصاعدة، لم يمسك حتى السياسيون الأكثر
خبرة خيوطها جميعا فما بالك بالفنانين الذين طلّق معظمهم الرد على أسئلة
سياسية خوفا من لعبة التصنيف "مع أو ضد"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]